من بين كل الأساسيات اللازمة للوجود البشري، فإن الحاجة للتفاعل مع الآخرين تأتي مباشرةً بعد الحاجة للاستمرار في الحياة. ويُعد الاتصال هامًا بالنسبة لنا شأنه في ذلك شأن اعتمادنا على الهواء والماء والطعام والمسكن.
كما أن الأساليب التي نمارس بها الاتصال أصبحت تتغير وتتطور باستمرار. فبينما كان التفاعل المباشر هو الطريقة الوحيدة المتاحة في حين من الزمان، ساعدت عمليات التقدم التقني بدرجة كبيرة في توسعة مدى اتصالاتنا. فبداية من رسومات الكهوف ومرورًا بآلة الطباعة ثم الراديو والتلفزيون فإن كل تطور جديد ساهم في تطوير وتحسين قدرتنا على الاتصال والتواصل مع الآخرين.
لقد حظي إنشاء شبكات البيانات القوية واتصالاتها البينية بتأثير كبير على التواصل، وأصبح النظام الأساسي الجديد الذي تحدث عبره الاتصالات الحديثة.
ففي عالمنا المعاصر، ومن خلال استخدام الشبكات، أصبحنا متصلين بصورة لم تحدث من قبل. حيث أصبح بإمكان ذوي الأفكار الاتصال بالآخرين بشكل فوري لتحويل أفكارهم إلى حقيقة. كما أن الأحداث الإخبارية تنتشر في جميع أنحاء العالم خلال ثوانٍ معدودة. وكذلك يمكن للأفراد الاتصال بالأصدقاء الذين تفصلهم عنهم المحيطات والقارات ومشاركتهم الألعاب.
فالشبكات تربط الناس ببعضهم وتدعم الاتصال غير المنظم. فكل إنسان يمكنه الاتصال والمشاركة وإحداث فرقٍ.
